أرض فلسطين من أقدم المناطق الحضارية في العالم، وحسب الاكتشافات الأثرية الحديثة فهي أول أرض شهدت تحول الإنسان إلى حياة الاستقرار والزراعة حوالي (90000 ق.م.)، وفي ربوعها أنشئت أقدم مدينة في التاريخ (مدينة أريحا) حوالي 8 آلاف سنة ق.م.، وما زالت معمورة زاخرة بالحضارات المختلفة إلى عصرنا هذا
إن أول آثار معروفة في فلسطين تعود لقوم يسمون الكنعانيين وقوم آخرين يسمون بالآموريين ، وهم عبارة عن قبائل عربية هاجرت من شبه جزيرة العرب واستقرت في الشام وفلسطين، وأجمع على هذا المؤرخون الشرقيون والغربيون، ولم  يكن لليهود ذكر في هذا التاريخ إن أقدم شعب معروف سكن فلسطين، وطبعها بطابعه هم “الكنعانيون”، الذين قدموا من جزيرة العرب منذ نــحـــو 4500 عام، وعــرفت أول الأمــر باسم “أرض كنعان”. وشعب فلسطين الحالي هم سلائل الكنعانيين ومن اختلط بهم بعد ذلك من شعوب شرقي البحر المتوسط “البلست” أو الفلسطينيين، والقبائل العربية. 
لأرض فلسطين مكانة عظيمة في قلب كل مسلم فهي: أرض مقدسة ومباركة بنص القرآن الكريم، وفيها  المسجد الأقصى أول قبلة للمسلمين، وثاني مسجد بُنِي لله في الأرض، وثالث المساجد مكانة في الإسلام، وهي أرض الإسراء، فإليها أَسرى بمحمد صلى الله عليه وسلم، وهي أرض الأنبياء فقد ولد في هذه الأرض وعاش عليها ودفن في ثراها الكثير من الأنبياء عليهم السلام الذين ذكروا في القرآن الكريم. وهي تعد  في المنظور الإسلامي أرض المحشر والمنشر، وعقر دار الإسلام، والمقيم المحتسب فيها كالمجاهد في سبيل الله، ومركز الطائفة المنصورة والثابتة على الحق إلى يوم القيامة.
فلسطين أرض مقدسة لدى اليهود والنصارى أيضاً: فيعُدُها اليهود أرضهم الموعودة، ومحور تاريخهم، ومرقد أنبيائهم، وبها مركز مقدساتهم في القدس والخليل. ويعُدُها النصارى مهد ديانتهم حيث ولد عيسى عليه السلام وقام بدعوته، وبها مراكزهم الدينية العظيمة في القدس وبيت لحم والناصرة.
المسلمون هم الورثة الحقيقيون الجديرون بميراث داود وسليمان وأنبياء بني إسرائيل وصالحيهم، ممن حكموا فلسطين ردحاً من الزمن تحت راية التوحيد، وأن شرعية حكمها تحولت إلى المسلمين لأنهم رفعو راية التوحيد من بعد هؤلاء الرسل، والسائرون على درب الأنبياء. ويعتقد المسلمون أن كثير من اليهود الغابرين تنكبوا عن طريق الحق، وحرفوا كتبهم، وقتلوا أنبياءهم، وباؤوا بسخط الله سبحانه وغضبه
كان السُلوك العام للمسلمين في أثناء حكمهم لفلسطين ـ وخصوصاً بيت المقدس ـ سلوكاً جامعاً مبنياً على التسامح والتعايش، وكفالة حقوق الآخرين وحمايتها. أمَا السلوك العام لغيرهم فقد كان سلوكاً مانعاً يرفض التعايش مع الديانات الأخرى، ويضطهد أتباعها ويسعى للتخلص منهم
تأكدت الهوية الإسلامية لأرض فلسطين لأطول فترة تاريخية متواصلة منذ الفتح الإسلامي لها في 15 هـ ـ636م وحتى الآن، ولا عبرة بإخراج جزء من أهلها قهراً تحت الاحتلال الصهيوني، كما كان الحكم الإسلامي هو الأطول حيث استمر حوالي 1200 سنة (636ـ1917) باستثناء الفترة الصليبية (90عاماً).

جولة في التراث المصور للحضاراة الإسلامية وآثارها في فلسطين 
 تعتبر فلسطين من أغنى دول الشرق الأوسط كونها مركزاً  للحضارة القديمة، ووجود العديد من الآثار فيها، ولعلّها من أكثر الدول قدسيّة في العالم بأسره؛ كونها مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم، ومهد المسيح عليه السلام، فهي القبلة الأولى للمسلمين، والحرم الثالث.

بعض أهم المعالم التاريخية  في فلسطين