طبيب في الطوارئ وجراحة الصدمات في أستراليا،أحد أبرز الدعاة على الساحة حاليا وهو مدير مؤسسة بعثة الرحمة زار البحرين بدعوة من اكتشف الإسلام لتقديم عدد من الدورات والمحاضرات. وعلى هامش زيارته أجرينا معه اللقاء التالي :
تحدث الداعية الدكتور توفيق شودري بداية عن سيرته الذاتية قائلاً : ولدت في بنغلاديش ثم انتقلت إلى المملكة العربية السعودبة وعشت في مدينة جدة لمدة 16 عاما درست فيها المرحلة الابتدائية والإعدادية ثم انتقلت إلى استراليا لدراسة المرحلة الثانوية وكانت فترة حرجة وصعبة بالنسبة لي حيث المجتمعات المنفتحة والحريات المنفلتة والعادات والتقاليد المختلفة وفي هذه السن الحرجة التي كنت أعيشها انزلقت قدماي حتى أصبحت أتبنى أفكار الملحدين وقد صدقت كل ما كان يقال لي من أفكار إلحادية وظللت هكذا لمدة عامين ثم من الله علي بمرحلة جديدة تمثلت بالتحاقي بالجامعة لدراسة الطب حيث التقيت ببعض الإخوة وقد أعادوني ولله الفضل إلى الإسلام "وهنا أنصح الجميع وبخاصة المسلمين في البلاد الغربية بأن يصحبوا الأخيار من الناس وتكون لهم صحبة طيبة تحثهم دائما على الخير "
ثم وأنا في الفرقة الثالثة جائني شوق عظيم لدراسة العلم الشرعي وانتقلت إلى الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وقد درست على يد الشيخ عبد المحسن العباد والشيخ محمد مختار الشنقيطي وغيرهم واستمرت الدراسة لمدة 6 سنوات ثم رجعت إلى استراليا وأكملت دراست الطب بناءً على طلب والدي وانتهيت من الدراسة وتخصصت في الطوارىء وأحببت هذا التخصص لأنه يذكرني بالموت وبحقيقة الإنسان.ثم ركزت في العمل الدعوي والخيري بجانب العمل الطبي ثم شيئا فشيئا أصبحت الدعوة هي الأساس والطب أمارسة في أوقات محددة
وبسؤاله عن بدايات مؤسسة بعثة الرحمة أجاب د. شودري:دائما تأتي الأفكار تحت بند لماذا؟ فالسؤال لماذا نحن بحاجة إلى مؤسسة جديدة؟ والإجابة على هذا السؤال كانت لأننا بحاجة لإيجاد عالما يستطيع فيه كل مسلم يعيش فيه مخلصا لدينة معتز بشريعته فعندنا رؤية تفصيلية بحسب كل مكان ومن أجل لذلك أقول للدعاة يجب أن يكون لديكم رؤية واضحة وقوية .
وحول استراتيجية العمل التي يتبعها يقول الدكتور شوردي :استراتجتي تتلخص في البحث عن أفضل وأقوى الامكانيات المتاحة لدى الشباب من خلال تأسيس معهد تعليمي شرعي أسميته معهد الكوثر ومن نراه متميز ويتمتع بمهارات وإمكانيات عالية نضمه إلى فريق العمل المسؤول عن أي مشروع خيري فقد بدأت بفكرة معهد الكوثر في ماليزيا والآن لناأكثر من 30 فرعا في 15 دولة يدرس بها أكثر من 100 ألف طالب يدرسون بالحضور وليس أونلاين ونعتمد منهج الجامعة الإسلامية ولدينا أقسام منها قسم الدراسات الإسلامية والفقه مختلف باختلاف البلدان قسم التربية والأخلاق والإدارة ليكون الطالب المتخرج لديه مهارات وعلم متميز.
ويستكمل د. توفيق حديثه عن مؤسسة بعثة الرحمة واستعرض مشاريعها الرئيسة وهي  4 مشاريع تعليمية و4 أخرى إغاثية أما التعليمية فهي معهد الكوثر والذي تحدثنا عنه ثم المدارس التعليمة حيث لدينا هدف الوصول إلى 1000 مدرسة حول العالم خلال العشرون عامة القادمة  وكذلك القنوات الفضائية مثل قناة رمضان والتي تبث خلال شهر رمضان فقط في اوروبا وأمريكا وكذلك الندوات والمؤتمرات اوالتي يحضرها المئات من العلماء والدعاة على مستوى العالم.
أما الجانب الإغاثي فيشمل  مؤسسة الزكاة الوطنية والتي يتم عن طريقها إيصال الزكاة لمستحقيها من فقراء المساكين لاجئين في نفس البلد، والثاني هو  بيوت لإيواء المهتديات الجدد ورعايتهن وهو مخصص لمن يتعرضن للاضطهاد بسسب اعتناقهن للإسلام
والمشروع الثالث هو رعاية المسلمين الجدد حيث أننا نهتم بمن أسلم حديثا ونعتني بأكثر من 7 ألااف منهم  ، أما المشروع الأخير فهو إطعام المساكين وبخاصة في البلاد التي يكثر فيها التنصير حيث أن التنصير ينتشر في تلك البلدان إما بسبب الجهل فنواجهه بالدعوة أو بسبب الفقر فنواجهه بالطعام وأضاف شودري بأننا نولي التعليم والمدارس أهمية خاصة حيث أنهم عماد المستقبل وهم من نعول عليهم في صلاح الأمة ولذلك علينا بتأسيس الشباب إسلاميا وعلميا وبشكل إحترافي  
وحول توجهه للعالمية نوه د. توفيق إل أن هذا أمر حتمي فنحن الان نعيش في عالم متغير والاساليب الحديث والتقنيات المبتكرة تحطم تلك الأعذار عن القيام بواجبنا تجاه تلك الإنسانية وتجاه أمتنا والتي تسطيع أن تنهض ولا تصدق من يقول أن هذه الأمة ميتة أو لا تستيع القيام بأي عمل حضاري فإن الأمة لو وضعت الرؤية والأهداف وعملت من أجل تحقيقها ستنهض بأسرع مما نتوقع بإن الله

وبسؤاله عن التحديات التي تواجههم في مشروعهم الدعوي، أفاد بأن هناك 3 تحديات، أولها ازدياد حالة العنصرية ضد الإسلام و الإسلاموفوبيا ، وخصوصاً بعد أن تم تشويه صورة  الإسلام في العديد من الدول. معتبراً أن «المنخرطين في العمل الإسلامي والخيري  في ورطة شديدة بسبب ذلك .
وشدد شودري على ضرورة الاهتمام بالتعليم، وخصوصاً في ظل وجود نحو 550 مليون طالب في المراحل التعليمية المختلفة قائلاً: «نحن نقدم مساعدات وطعام للأطفال عن طريق المدارس، وقدوتنا في ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم الذي كان يحث على التعلم رغم الفقر الشديد
ورأى أن «البلاد الإسلامية متأثرة بشيء من الحرب، والمسلمون الآن تعبوا من الدعم الإغاثي، لكن فمازال التعليم بعيداً عن الاهتمامات الإغاثية.وبيّن أن إنفاق دولار واحد في التعليم يُغني عن دفع 10 دولارات للإغاثة بعد 10 سنوات. مشيراً إلى أن من التحديات التي يواجهونها وعي المسلمين أنفسهم، إذ إن الجهات المتطرفة  أساءت وتسبببت في تعطيل نمو الجهد الخيري والدعوي لبعض الوقت ،الأمر الذي جعلنا نعاود العمل من الصفر في بعض المناطق من أجل نشر رسالة الإسلام السمحة وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام والمسلمين  
كما أكد د. شودري على أهمية التحاق الشباب بالعمل الإسلامي الخير والدعوي قائلا :هناك تقصير في توجيه الشباب إلى العمل الخيري والإسلام بشكل عام في الأمة  وهذا التقصير جعل من العديد من الجهات تتلقف هؤلاء الشبابا إما بزرع أفكار الألحاد والتاتفلات من الدين أو بالغلو والتطرف  والحل لهذه المشكلة يكمن في توجيه الشباب لما فيه فائدة للإسلام والمسلمين. والوطن والأمة بأكملها.
وحول حال المسلمين الجدد حول العالم شدد الداعية الدكتور توفيق شودري على أهمية رعاية المهتدين الجدد قائلاً: «رأيت أن الدخول للإسلام زاد بسبب رغبة الكثيرين التعرف على هذا الدين العظيم ، إلا أن هناك ثمة مشكلة تكمن في فقدان المتابعة ورعاية المسلم الجديد خاصة في أوروبا لذلك الخروج من الإسلام تجده موجود أيضا لدى حالات متفرقة ً، وقد يكون ذلك بسبب العنصرية التي يراها معتنقوا الإسلام، والمضايقات التي تصدر عن أهاليهم.
وأردف قائلاً «أجرينا بحثاً في كندا، رأينا 200 ألف شخص دخل للإسلام خلال 5 سنوات، ولكن جانب كبير منهم خرجوا مرة أخرى؛ بسبب عدم وجود رعاية كافية . أدعوا الدعاة إلى الاهتمام بمن يدخلون للإسلام أكثر من إدخال الناس للدين الإسلامي..